التعليم في اليمن في عهد حكم الدويلات - التعليم في عهد الدولة الصليحية

مقدمة :
      كان للحضارات اليمنية القديمة اثر كبير على ازدهار العلوم , فقد اعطت الحضارات اليمنية القديمة : المعينية والسبئية والحميرية والقتبانية للإنسانية الكثير من العلوم والمعارف في شتى المجالات , ولا تزال معالم تلك الحضارات شاهدة على ما قدمته الحضارة اليمنية القديمة من علوم وما شهده اليمن القديم من إزدهار في مجالات العمران وبناء السدود وهندسة الري والزراعة .
كما شهد تاريخ اليمن الوسيط ظهور العديد من الدويلات التي تعاقبت على حكم اليمن , حيث اتسم ذلك العهد بظهور كيانات سياسية صغيرة منفصلة عن الحكومات المركزية التي كانت قائمة حينها سواء في صنعاء أو تعز أو عدن أو زبيد و قد كان للنظام السياسي القائم حينها اثره وانعكاساته على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية بما في ذلك الحياة العلمية والتعليم حيث انعكس ذلك على التعليم و مؤسساته و طبيعة المواد الدراسية التي يتم تقديمها للمتعلمين ,كما كان الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن سببا في مطامع العديد من القوى الاستعمارية التي سعت إلى احتلال اليمن والسيطرة على ثرواته , حيث شهد اليمن محاولات عديدة لاحتاله مثل الغزو البرتغالي والاستعمار البريطاني و فترة الحكم العثماني , كما مر اليمن بعد خروج العثمانيين بمراحل أخرى تمثلت في حكم الأئمة وانتهت بقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر في شمال اليمن و ثورة 14 اكتوبر في جنوب اليمن والتي نتج عنها حصول الجزء الجنوبي من اليمن على الاستقلال من الاحتلال البريطاني و خلال هذه الفترات المتعاقبة من تاريخ اليمن شهد التعليم تباينا من حيث درجة الاهتمام به ومن حيث السياسة التعليمية المتبعة في كل فترة وكذا من حيث نوعية مدخلات ومخرجات نظام التعليم ونوعية مؤسساته و السلم التعليمي وطبيعة ونوعية المناهج الدراسية المنفذة في مؤسسات التعليم التي كانت قائمة في كل فترة من تلك الفترات .
ولما كان النظام التعليمي أحد عناصر النظام الاجتماعي ( المجتمع ) فقد اثرت على ازدهاره عوامل عديدة حيث تباينت الأوضاع التعليمية في اليمن خلال كل مرحلة من تاريخه , وعلى الرغم من ندرة المصادر والمراجع والبحوث والدراسات التي تناولت أوضاع التعليم في اليمن خلال الفترات التاريخية التي مر بها اليمن قبل قيام ثورتي 26 سبتمبر 1962 م و14 اكتوبر 1963 م وقبل استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني 1967 م , إلا انه يمكننا دراسة الأوضاع التعليمية في اليمن من خلال الرجوع إلى المصادر والمراجع المحدودة المتوفرة  حيث تتناول دراستنا لأوضاع التعليم في اليمن قبل الثورة  الفترات والعهود التالية :
1- الاوضاع التعليمية في اليمن في عهد حكم الدويلات ( في عهد الدولة الصليحية وفي عهد الدولة الرسولية )
وسنتناول في هذه المدونة اوضاع التعليم في عهد الدولة الصليحية ( وسنتاول التعليم في عهد الدولة الرسولية في مدونة اخرى .
 شهد اليمن خلال فترة زمنية من تاريخه قيام عدد من الكيانات المستقلة التي شكلت ما يسمى بالدويلات , مثل الدولة الأيوبية والدولة الصليحية والدولة الطاهرية والدولة الزيدية والدولة الرسولية , ويمكن القول بأن التعليم في اليمن كان مرتبطاً بالدويلات التي حكمتها. فقد أنشئت قرابة ( 13 ) مدرسة تعليمية أثناء حكم الأيوبيين لليمن، توزعت في كل من تعز و زبيد و إب و أبين، ويعود إليهم الفضل في إدخال نظام المدارس بالمفهوم الحديث تقريباً. في عهد الدولة الرسولية تم بناء قرابة (40 ) مدرسة تركزت في المناطق السابقة إضافة إلى عدن.
وسوف نتناول الأوضاع التعليمية في عهدين من عهود حكم الدويلات هما : عهد الدولة الصليحية وعهد الدولة الرسولية . وذلك على النحو التالي :
1- الاوضاع التعليمية في عهد الدولة الصليحية
اولا : الاوضاع السياسية في اليمن قبل ظهور الدولة الصليحية :
كانت اليمن في بداية القرن الخامس الهجري في حالة شديدة من التمزق والانقسام لذلك تلونت الخارطة السياسية بقوى متعددة ومختلفة فيما بينها سواء كانت تلك الخلافات سياسية أو مذهبية مما أفضى إلى عداوات شديدة بين تلك القوى .
وقد شجع على ذلك عوامل عديدة اهمها :
- اختفاء الدولة الزيادية من الاحداث وانتقال الحكم إلى أسرة النجاحيين ( الحبشية ) في زبيد عام 412 هجرية 1022 م وهذا ما لم تقبل به بقية القوى في اليمن حيث سعى امراء الاقاليم إلى الاستقلال كل بما تحت يده .
- أسهمت الطبيعة الجبلية في خلق كيانات قبلية منعزلة عن بعضها البعض مما عزز نزعة الاستقلال لدى تلك الكيانات واصبحت السيطرة على تلك المناطق واخضاعها لحاكم واحد من الصعوبة بمكان .
ثانيا : تاسيس الدولة الصليحية :
 تمكن علي بن محمد الصليحي من تأسيس  الدولة الصليحية في الفترة 439 – 532 هـ / 1048 – 1138م. فبعد أن سيطر الصليحيون على صنعاء عام 1040 م أعلن علي بن محمد الصليحي ثورثه في جبل مسار عام 1047م ، في المرتفعات الوسطى في مدينة جبلة بإب،  و بحلول عام 1062م كان حكم الصليحيين قد شمل اليمن كاملة، واتخذ علي بن محمد الصليحي من صنعاء عاصمة لدولته. الا أن فترة حكمه اتسمت بالانشغال في حروب عديدة مع الكيانات التي كانت قائمة حينها في اليمن تمكن من خلالها توحيد اليمن تحت حكمه . وبمقتل علي بن محمد الصليحي خلفه ابنه المكرم أحمد بن علي الصليحي عام 1084م الا ان حكمه لم يدم لأكثر من ثلاث سنوات حيث اضطر لتسليم السلطة لزوجته أروى بنت أحمد الصليحي عام 1087م لإصابته بشلل العصب الوجهي. وبموت المكرم أحمد بدأ الوهن يدب في مفاصل الدولة، وانقسم الصليحيون على أنفسهم، وتولت الملكة أروى الحكم من بعده، فقامت بنقل العاصمة من صنعاء إلى جبلة بمحافظة إب حالياً وسبب ذلك يعود لموقع جبلة الإستراتيجي في مرتفعات اليمن الوسطى الخصبة زراعياً وسهولة الوصول للمناطق الجنوبية من البلاد وبالذات عدن.
ثالثا : الاوضاع التعليمية في عهد الدولة الصليحية
 نظرا لندرة الدراسات والبحوث والمراجع التي تناولت أوضاع التعليم في عهد الدولة الصليحية فإننا سوف نتناول أوضاع التعليم في ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ الواقعة بين العام 485 ﻫـ/1066 ﻡ ، و العام 532 ﻫـ/1138 م. لتوفر عدد محدود من المراجع التي تناولت أوضاع التعليم في عهد حكم الدولة الصليحية لليمن خلال هذه الفترة الزمنية .
أ )  المؤسسات التعليمية في عهد الدولة الصليحية .
تمثلت المؤسسات التعليمية في عهد الدولة الصليحية في الأتي : 
1 - المساجد : استمرت المساجد  في أداء رسالته التعليمية خلال فترة حكم الدولة الصليحية من خلال التدريس في الحلقات والمجالس , وقد شهدت فترة حكم الدولة الصليحية تشييد عدد من المساجد حيث تم في عهد الملكة اروى بناء عدد من المساجد اهمها المسجد الجامع في ذي جبلة ومسجد الضربة في يريم بالاضافة الى قيامها بتوسيع الجناح الشرقي من  الجامع الكبير في صنعاء وقد كان لهذه المساجد اثر واضح في الحركة العلمية من خلال ما كان يعقد فيها من حلقات علمية في الفروع العلمية المختلفة على يد الفقهاء. 
2 - الكتاتيب ( المعلامة ) والتي كان يدرس فيها الصبية القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وقد كانت الكتاتيب منتشرة في معظم قرى ومدن اليمن وكانت مرحلة المعلامة تنتهي بالختمة أي استكمال حفظ التلميذ للقرآن الكريم . وكانت الكتاتيب تقام بجانب المساجد
وعندما ظهرت المدرسة المستقلة في العهود اللاحقة اصبحت بناية الكتاتيب ( المعلامة ) جزءا منها تؤدي وظيفة تعليمية لعدد من التلاميذ خصوصا الايتام.   
3- بيوت العلماء وقصور الأمراء. 
وقد كان لهذه المؤسسات دور مهم في نشر التعليم خلال هذه الفترة . 
4 - المدارس :  يذكر بعض المؤرخين أن تاريخ ظهور المدرسة التعليمية الدينية يعود الى ايام الصليحيين والنجاحيين في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي . الا أن المصادر والمراجع المتوفرة عن اوضاع التعليم في عهد الدولة الصليحية تشير الى أن المدارس كمؤسسة تعليمية تم بنائها بجهود شخصية لبعض شخصيات يمنية في عهد الحكم الصليحي ولم يكن للدولة علاقة بها. حيث تم في عهد الدولة الصليحية بناء مدرستين بجهود شخصية هما : 
* مدرسة ابي النهى في مخلاف الشوافي من اعمال إب وبناها الحسين بن علي بن عمر بن ابي النواهي اخر المائة الخامسة واول المائة السادسة من الهجرة 
* مدرسة السني وكانت اول مدرسة في إب وربما في اليمن تم بنائها في اخر ايام الصليحيين ( 193 دراسة حول اب ) 
ب ) : التمويل على التعليم .
كان الصرف على التعليم في المسجد يتم في إطار مصروفات المسجد من الوقف المخصص له وكان عدد من الأغنياء يقومون بالصرف على المدرسين في المساجد والكتاتيب كما كان الطلاب يدفعون للمدرسين قدرا من المال حسب امكانياتهم المالية لكن كان عدد من المدرسين الميسوربن هم الذين ينفقون على الطلاب وكسوتهم من مالهم الخاص . 

ج ) العلوم التي كانت تدرس في عهد الدولة الصليحية : 
1- العلوم التي كانت تدرس في مرحلة الكتاب ( المعلامة ) وهي : القرآن الكريم والخط والكتابة بالإضافة إلى عدد من المواد الأخرى والتي كانت مواد أساسية وهي الشعر والنحو بالإضافة إلى تعلم بعض الأمور الفقية كالصلاة والطهارة وغيرها وقد يضاف إلى ذلك تعلم مبادئ الحساب . 
2 - العلوم التي كانت تدرس في مرحلة التحصيل في المسجد أو بيوت العلماء وقصور الأمراء : كانت هذه المرحلة بمثابة تعليم عالي حيث يتفرغ فيها الطالب للدراسة بعد اجتيازه لمرحلة الكتاب ( المعلامة ) 
القرآن والحديث و اللغة وعلم الكلام والفقه 

د - نظام الدراسة : 
كان نظام الدراسة في المسجد يتمثل في الأتي : 
نظام الحلقات : 
نظام المجالس : 

ه ) طرق التدريس : 
 تمثلت الطرق التي كانت متبعة في التدريس في الأتي 
1- طريقة السماع : 
2- طريقة القراءة  : وتأتي في المرتبة الثانية بعد طريقة السماع من حيث الأهمية وكان يطلق عليها " عرض " حيث كان القارئ يعرض على الشيخ ما يقرؤه . 
3 - طريقة الحفظ : 
4- طريقة الكتابة 
5 - طريقة المناظرة 

نمادج وأمثلة لأنشطة التعلم النشط يمكن تتفيذها باستراتيجية التعلم الجمعي . أ . د علي حميد معاد

نشاط (1) في مادة التاريخ للصف التاسع الأساسي .  * بالتعاون مع زملائك في المجموعـة استعن  بالقواميس والموسوعات والمعاجم التاريخية المتوفرة في...