مقدمة :
كان لاستخدم طرق التدريس التقليدية عيوب عديدة. إلا أن أكثرها تأثيرا تمثل في سلبية المتعلم.فالمتعلم في الموقف التعليمي القائم على استخدام طرق التدريس التقليدية مجرد مستمع و متلقي للمعرفة, حيث يسيطر المعلم على مجريات الحصة ولا يتاح للمتعلمين فرص المشاركة الايجابية. وامام ذلك ظهرت في الحقل التربوي العديد من الاتجاهات التي تبنت الفكر البنائي , والتي اكدت على ضرورة تشجيع المتعلم وتحفيزه على القيام بالدور الرئيسي في بناء المعرفة بدلا من استقبالها أو تلقيها جاهزة من المعلم . ونتج عن ذلك ظهور عدد كبير من طرق واستراتيجيات التدريس - اطلق عليها استراتيجيات التدريس الحديثة. كما شهد العقد الأخير من القرن العشرين زيادة في الاهتمام بالمتعلم وأكدت توصيات الباحثين على ضرورة التركيز على كيفية حدوث التعلم بدلا من التركيز على كيفية تعلم واستقبال المادة التعليمية, كما اكدت على الاهتمام بالمتعلم وجعله محورا لعمليتي التعليم والتعلم.
و قد كان لظهور النظرية البنائية وما قدمته من أفكار ومبادئ تأثيرا كبيرا في ظهور مفاهيم وتوجهات عديدة إكدت على الاهتمام بالمتعلمين و تنمية التفكير لديهم ومن تلك التوجهات: التفكير من اجل التفكير , والتفكير في التفكير , والتفكير ما وراء المعرفي. كما كان للنظرية البنائية دور مهم في تبني القائمين على التعليم للعديد من الأساليب و الاستراتيجيات الحديثة في التدريس والتي أكدت على ايجابية المتعلم ونشاطه للتوصل إلى المعرفة واكتساب المهارات والقيم والميول والاتجاهات المتنوعة , وكل ذلك اسس لظهور ما يعرف بالتعلم النشط.
و تستند فلسفة التعلم النشط إلى ضرورة حدوث التعلم من خلال نشاط المتعلم وتفاعله مع البيئة المحيطة به و تنوع أنشطة التعليم والتعلم وارتباطها بحياة المتعلمين وواقعهم واهتماماتهم , وأن تعمل على تلبية احتياجاتهم وتتوافق مع قدراتهم واستعداداتهم
⭐ مفهوم التعلم النشط :
من المهم التمييز بين مفهومي التعليم والتعلم , فمفهوم التعليم يشير إلى ما يقوم به المعلم , في حين أن مفهوم التعلم يشير إلى ما يقوم به المتعلم في سبيل اكتساب المعرفة والخبرات المختلفة لذلك نقول التعلم النشط وليس التعليم النشط , وقد أعطيت لمفهوم التعلم النشط تعريفات عديدة , إلا أن جميع تلك التعريفات تتفق على أنها : عملية تهدف الى جعل المتعلم محورا لعمليتي التعليم والتعلم من خلال تحفيزه على النشاط والمشاركة الايجابية في اكتساب المعرفة والمهارات والقيم والاتجاهات من خلال المشاركة في تنفيذ انشطة متنوعة والبحث عن المعرفة من مصادر متنوعة واكتساب المهارات والقيم والاتجاهات من خلال بذل نشاط في عملية التعلم .
وعليه فإن التعلم النشط هو : عملية تتصف بنشاط المتعلم وايجابيته و تتضمن مشاركة المتعلم الايجابية في عملية التعلم من خلال القيام بتنفيذ أنشطة متنوعة يكتسب من خلالها الخبرات المختلفة سواء كانت معرفية أو مهارية أو وجدانية كما تشمل تلك الخبرات المهارات العقلية ومهارات التفكير العليا .
* كيف تؤسس لتطبيق التعلم النشط في المدرسة ؟
من الامور المهمة لتطبيق التعلم النشط ايجابية المتعلم ومشاركته بفاعلية في تنفيذ أنشطة متنوعة , لذلك ستحتاج في البداية الى تشكيل المجموعات التعاونية وهذا يتم من خلال توزيع المتعلمين الى عدد من المحموعات بحيث تضم كل مجموعة عددا من الطلاب غير المتجانسين في مستوي التحصيل ( أي أن المجموعة ينبغي أن تضم طلاب ذوي مستوى تحصيل مرتفع ومتوسط ومنخفض )
وهذا يعتمد على معرفة المعلم بمستويات تحصيل طلابه وعلى هذا الاساس ينبغي أن يقوم بتوزيعهم على مجموعات , وعند تشكيل المجموعات التعاونية ينبغي أن تتألف كل مجموعة من ( 4 - 6 ) طلاب أو من ( 2 - 4 ) طلاب . وقد يعمل افراد المجموعة كلهم في تنفيذ النشاط من خلال تطبيق بعض استراتيجيات التعلم النشط المعتمدة على العمل في مجموعات مثل: استراتيجية التعلم التعاوني باسلوب التعلم معا, واستراتيجية العصف الذهني , و استراتيجية بناء خرائط المفاهيم في مجموعات تعاونية , أو قد يعملون في مجموعات اصغر مكونة من طالبين ( ازواج ) كما في استراتيجية فكر - زاوج - شارك أو استراتيجية تعلم الأقران أو استراتيجية التعلم التعاوني باسلوب المجموعات المجزئة والتي يطلق عليها مجموعات التجزئة الخ .
كما يتطلب تطبيق التعلم النشط أن يتم تصميم موضوعات دروس المنهج في صورة أنشطة متنوعة , فلكي يكون المتعلم نشطا ومشاركا ايجابيا لابد أن يقوم بممارسة أنشطة التعلم من خلال تنفيد الأنشطة المتنوعة التي تم يقوم المعلم بالتخطيط لتنفيذها . إلا أنه في بعض الحالات قد لا تسمح بيئة الصف بتشكيل مجموعات تعاونية نظرا لاسباب عديدة مثل : ارتفاع الكثافة الطلابية في الصف أو عدم امكانية اعادة تنظيم بيئة الصف , حيث يتطلب التعلم النشط عمل الطلاب تعاونية مما ينبغي معه تنظيم جلودهم إما في شكل مجموعات دائرية أو على شكل حرف U , وعندما تكون المقاعد أو الطاولات في الصف ثابتة أو لا يمكن تحريكها ونقلها بسهولة , فان ذلك قد يحد من امكانية تشكيل المجموعات التعاونية . وفي مثل هذه الحالات على المعلم الاستفادة من الاستراتيجيات التي تتطلب العمل في ازواج او ثنائيات أو التي تتطلب البدء بالعمل فرديا, ثم يلي ذلك العمل في ثنائيات - هذا اذا كانت ظروف بيئة الصف لا تسمح باستخدام الاستراتيجيات المعتمدة على العمل في مجموعات تعاونية.
كما يتطلب تطبيق التعلم النشط أن تتوفر بالبيئة الصفية تجهيزات مناسبة منها جهاز حاسوب وجهاز عرض وشاشة عرض وقد تتطلب توفير شاشة تلفزيونية لتقديم بعض مقاطع الفيديو بالإضافة إلى مكتبة الصف و ينبغي أن تتوفر بالمدرسة التجهيزات اللازمة كمعامل العلوم و مكتبة تتوفر فيها كتب ومراجع متنوعة في مجالات ذات صلة بموضوعات المناهج الدراسية و مركز لمصادر التعلم بالاضافة الى شبكة انترنت . ومع ما قد يواجهه المعلم من معوقات وصعوبات نتيجة عدم توفر مثل هذه المتطلبات في البيئة الصفية والبيئة المدرسية إلا انه بوجود المعلم المبدع والنشط يمكن تطبيق الكثير من الأنشطة في البيئة الصفية التقليدية من خلال تطبيق العديد من استراتيجيات التعلم النشط القائمة على توجيه الاسئلة والمناقشة والعمل الفردي والعمل في مجموعات ثنائية دون الحاجة الى اعادة تنظيم البيئة الصفية ( سنخصص موضوع مستقل حول استراتيجيات التعلم النشط في هذه المدونة )
كما يعد المعلم الممتلك للمعرفة والخبرات والمهارات المتنوعة والقادر على الابداع والابتكار من العناصر ذات الأهمية لنجاح تطبيق التعلم النشط في المدرسة , لذلك فإن النقص في الخبرات والمهارات لدى المعلم وعدم حصوله على التدريب والتأهيل , وعدم متابعته للمستجدات في مجال المناهج وطرق التدريس قد يحول دون تطبيق التعلم النشط في المدرسة. هذا علاوة على ضرورة توفر عدد من الخصائص اللازمة لممارسة أدوار متنوعة ذات صلة بتطبيق التعلم النشط ( سيتم تناولها في مدونة مستقلة باذن الله تعالى )
كان لاستخدم طرق التدريس التقليدية عيوب عديدة. إلا أن أكثرها تأثيرا تمثل في سلبية المتعلم.فالمتعلم في الموقف التعليمي القائم على استخدام طرق التدريس التقليدية مجرد مستمع و متلقي للمعرفة, حيث يسيطر المعلم على مجريات الحصة ولا يتاح للمتعلمين فرص المشاركة الايجابية. وامام ذلك ظهرت في الحقل التربوي العديد من الاتجاهات التي تبنت الفكر البنائي , والتي اكدت على ضرورة تشجيع المتعلم وتحفيزه على القيام بالدور الرئيسي في بناء المعرفة بدلا من استقبالها أو تلقيها جاهزة من المعلم . ونتج عن ذلك ظهور عدد كبير من طرق واستراتيجيات التدريس - اطلق عليها استراتيجيات التدريس الحديثة. كما شهد العقد الأخير من القرن العشرين زيادة في الاهتمام بالمتعلم وأكدت توصيات الباحثين على ضرورة التركيز على كيفية حدوث التعلم بدلا من التركيز على كيفية تعلم واستقبال المادة التعليمية, كما اكدت على الاهتمام بالمتعلم وجعله محورا لعمليتي التعليم والتعلم.
و قد كان لظهور النظرية البنائية وما قدمته من أفكار ومبادئ تأثيرا كبيرا في ظهور مفاهيم وتوجهات عديدة إكدت على الاهتمام بالمتعلمين و تنمية التفكير لديهم ومن تلك التوجهات: التفكير من اجل التفكير , والتفكير في التفكير , والتفكير ما وراء المعرفي. كما كان للنظرية البنائية دور مهم في تبني القائمين على التعليم للعديد من الأساليب و الاستراتيجيات الحديثة في التدريس والتي أكدت على ايجابية المتعلم ونشاطه للتوصل إلى المعرفة واكتساب المهارات والقيم والميول والاتجاهات المتنوعة , وكل ذلك اسس لظهور ما يعرف بالتعلم النشط.
و تستند فلسفة التعلم النشط إلى ضرورة حدوث التعلم من خلال نشاط المتعلم وتفاعله مع البيئة المحيطة به و تنوع أنشطة التعليم والتعلم وارتباطها بحياة المتعلمين وواقعهم واهتماماتهم , وأن تعمل على تلبية احتياجاتهم وتتوافق مع قدراتهم واستعداداتهم
⭐ مفهوم التعلم النشط :
من المهم التمييز بين مفهومي التعليم والتعلم , فمفهوم التعليم يشير إلى ما يقوم به المعلم , في حين أن مفهوم التعلم يشير إلى ما يقوم به المتعلم في سبيل اكتساب المعرفة والخبرات المختلفة لذلك نقول التعلم النشط وليس التعليم النشط , وقد أعطيت لمفهوم التعلم النشط تعريفات عديدة , إلا أن جميع تلك التعريفات تتفق على أنها : عملية تهدف الى جعل المتعلم محورا لعمليتي التعليم والتعلم من خلال تحفيزه على النشاط والمشاركة الايجابية في اكتساب المعرفة والمهارات والقيم والاتجاهات من خلال المشاركة في تنفيذ انشطة متنوعة والبحث عن المعرفة من مصادر متنوعة واكتساب المهارات والقيم والاتجاهات من خلال بذل نشاط في عملية التعلم .
وعليه فإن التعلم النشط هو : عملية تتصف بنشاط المتعلم وايجابيته و تتضمن مشاركة المتعلم الايجابية في عملية التعلم من خلال القيام بتنفيذ أنشطة متنوعة يكتسب من خلالها الخبرات المختلفة سواء كانت معرفية أو مهارية أو وجدانية كما تشمل تلك الخبرات المهارات العقلية ومهارات التفكير العليا .
* كيف تؤسس لتطبيق التعلم النشط في المدرسة ؟
من الامور المهمة لتطبيق التعلم النشط ايجابية المتعلم ومشاركته بفاعلية في تنفيذ أنشطة متنوعة , لذلك ستحتاج في البداية الى تشكيل المجموعات التعاونية وهذا يتم من خلال توزيع المتعلمين الى عدد من المحموعات بحيث تضم كل مجموعة عددا من الطلاب غير المتجانسين في مستوي التحصيل ( أي أن المجموعة ينبغي أن تضم طلاب ذوي مستوى تحصيل مرتفع ومتوسط ومنخفض )
وهذا يعتمد على معرفة المعلم بمستويات تحصيل طلابه وعلى هذا الاساس ينبغي أن يقوم بتوزيعهم على مجموعات , وعند تشكيل المجموعات التعاونية ينبغي أن تتألف كل مجموعة من ( 4 - 6 ) طلاب أو من ( 2 - 4 ) طلاب . وقد يعمل افراد المجموعة كلهم في تنفيذ النشاط من خلال تطبيق بعض استراتيجيات التعلم النشط المعتمدة على العمل في مجموعات مثل: استراتيجية التعلم التعاوني باسلوب التعلم معا, واستراتيجية العصف الذهني , و استراتيجية بناء خرائط المفاهيم في مجموعات تعاونية , أو قد يعملون في مجموعات اصغر مكونة من طالبين ( ازواج ) كما في استراتيجية فكر - زاوج - شارك أو استراتيجية تعلم الأقران أو استراتيجية التعلم التعاوني باسلوب المجموعات المجزئة والتي يطلق عليها مجموعات التجزئة الخ .
كما يتطلب تطبيق التعلم النشط أن يتم تصميم موضوعات دروس المنهج في صورة أنشطة متنوعة , فلكي يكون المتعلم نشطا ومشاركا ايجابيا لابد أن يقوم بممارسة أنشطة التعلم من خلال تنفيد الأنشطة المتنوعة التي تم يقوم المعلم بالتخطيط لتنفيذها . إلا أنه في بعض الحالات قد لا تسمح بيئة الصف بتشكيل مجموعات تعاونية نظرا لاسباب عديدة مثل : ارتفاع الكثافة الطلابية في الصف أو عدم امكانية اعادة تنظيم بيئة الصف , حيث يتطلب التعلم النشط عمل الطلاب تعاونية مما ينبغي معه تنظيم جلودهم إما في شكل مجموعات دائرية أو على شكل حرف U , وعندما تكون المقاعد أو الطاولات في الصف ثابتة أو لا يمكن تحريكها ونقلها بسهولة , فان ذلك قد يحد من امكانية تشكيل المجموعات التعاونية . وفي مثل هذه الحالات على المعلم الاستفادة من الاستراتيجيات التي تتطلب العمل في ازواج او ثنائيات أو التي تتطلب البدء بالعمل فرديا, ثم يلي ذلك العمل في ثنائيات - هذا اذا كانت ظروف بيئة الصف لا تسمح باستخدام الاستراتيجيات المعتمدة على العمل في مجموعات تعاونية.
كما يتطلب تطبيق التعلم النشط أن تتوفر بالبيئة الصفية تجهيزات مناسبة منها جهاز حاسوب وجهاز عرض وشاشة عرض وقد تتطلب توفير شاشة تلفزيونية لتقديم بعض مقاطع الفيديو بالإضافة إلى مكتبة الصف و ينبغي أن تتوفر بالمدرسة التجهيزات اللازمة كمعامل العلوم و مكتبة تتوفر فيها كتب ومراجع متنوعة في مجالات ذات صلة بموضوعات المناهج الدراسية و مركز لمصادر التعلم بالاضافة الى شبكة انترنت . ومع ما قد يواجهه المعلم من معوقات وصعوبات نتيجة عدم توفر مثل هذه المتطلبات في البيئة الصفية والبيئة المدرسية إلا انه بوجود المعلم المبدع والنشط يمكن تطبيق الكثير من الأنشطة في البيئة الصفية التقليدية من خلال تطبيق العديد من استراتيجيات التعلم النشط القائمة على توجيه الاسئلة والمناقشة والعمل الفردي والعمل في مجموعات ثنائية دون الحاجة الى اعادة تنظيم البيئة الصفية ( سنخصص موضوع مستقل حول استراتيجيات التعلم النشط في هذه المدونة )
كما يعد المعلم الممتلك للمعرفة والخبرات والمهارات المتنوعة والقادر على الابداع والابتكار من العناصر ذات الأهمية لنجاح تطبيق التعلم النشط في المدرسة , لذلك فإن النقص في الخبرات والمهارات لدى المعلم وعدم حصوله على التدريب والتأهيل , وعدم متابعته للمستجدات في مجال المناهج وطرق التدريس قد يحول دون تطبيق التعلم النشط في المدرسة. هذا علاوة على ضرورة توفر عدد من الخصائص اللازمة لممارسة أدوار متنوعة ذات صلة بتطبيق التعلم النشط ( سيتم تناولها في مدونة مستقلة باذن الله تعالى )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق